إن الصفقات الخاصة بالأراضي بين العائلة المالكة السعودية وأحد لوبيات العقار المغاربة كشفت علنا عن اقتناء مكثف للأراضي والعقارات التي يديرها آل سعود خلال السنوات الخمس عشرة الماضية في المملكة.وإن عملية البيع بالمزاد العلني لأرض تبلغ مساحتها 93 هكتارا بالقرب من أكادير،والتي أطلقها ورثة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، قد كشفت للمغاربة عن وجود مؤامرة مخبوءة.
وهذا الأخير،الشغوف بالرفاه والليالي الملاح بالمغرب،كان قد استولى على كثير من الأراضي والممتلكات في المغرب بأسعار مغرية،وذلك بفضل العلاقات الحميمة مع النظام، الذي سهل له كل شيء. بعد عشر سنوات، استطاع أن يمتلك واحدة من أكبر العقارات في البلاد، وحيازة عديد من ممتلكات السكن الشاسعة. بالإضافة إلى قصور وإقامات، بالدار البيضاء وأكادير و الرشيدية .
بعد وفاته، قرر الورثة بيع كل شيء.فقد سلم القصر الموجود بكل من اكادير والرشيدية إلى أمير قطر،الذي اقتنى بدوره عقارات أخرى في هذا البلد من قبل المخزن.
عموما،فإن الأنظمة الثرية في دول الخليج ( السعودية وقطر على وجه الخصوص) تستحوذ على ممتلكات ضخمة في المغرب،حصلت عليها من قبل النظام الذي يسعى جاهدا لكسب دعمها لاقتصاده المنهار.
في حين تغرق البلاد في أزمة اقتصادية خانقة، وأعضاء الأسر المالكة في السعودية والقطرية تضاعف من شراء الأراضي، مما دفع المزارعين الفقراء إلى التخلي عن أراضيهم الخصبة ، وحرمانهم من استغلال المياه الجوفية المستخدمة بشكل مكثف في ري العشب في المساكن الفخمة.
هذه المشتريات المتعددة، والتي ينظر إليها من قبل الكثير من المجتمع المغربي باعتبارها شكلا جديدا للاستعمار من قبل "عمائم الخليج"، لن تتوقف، مادام النظام يحتاج إلى حماية هذه الأنظمة الأكثر غنى،والتي من خلال ما تجود به من صدقات ، ستعمل على تجنيب البلاد عواقب غير مأمونة( الإطاحة بالنظام، والإسراع في استقلال الصحراء الغربية ، الخ(.
إن الدعم المالي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية وقطر للنظام المغربي لن يصمد طويلا نظرا لعمق الأزمة لبلد يعيش فوق مستواه وينفق ملايير الدولارات - التي لا يمتلكها - لإعطاء صورة زائفة حول انفتاحه وحداثته للغرب.إن مغربا،يعيش،في الواقع، من مساعدات مالية سعودية وقطرية،لا يستطيع تسديد ديونه الكثيرة،الشيء الذي سيضع حدا لاستقلاليته المرهونة بالآخر،وهو يعيش في "العهر السياسي"..
وإن العديد من الإجراءات التي يقوم بها والرامية لتلميع صورته أمام العالم،لن تغير شيئا من واقع الحال،ولن تخلص أبدا الشعب من البؤس الاجتماعي المتفاقم شيئا فشيئا بمنطقة الريف التي تعيش على زراعة القنب التي تتم هي ذاتها تحت مراقبة المخزن .
كل هذا على الرغم من العديد من "الأعمال" التي قامت بها الحكومة المغربية في السنوات الأخيرة للإيهام بأن البلاد تتقدم: مشاريع عملاقة منجزة بالملايير من الأموال المقترضة،مهرجانات السينما المنسوخة عن نظيراتها الغربية،وقنوات تلفزية مقلدة لبرامج فرنسية .
يظهر المغرب أيضا رغبته في أن يجعل من تنظيم الأحداث الرياضية الدولية الكبرى وسيلة للضغط لتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين صورته ونشاطه في العالم. ولكن الشعب المغربي لا يزال يعيش في وضع لا يحسد عليه...
النص الاصلي بالفرنسية لصونيا باكير
ترجمه للعربية : صالح اهضير
مدير جريدة البلاغ الصحفي الإلكترونية