بقلم منير الحجوجي الوردي

ما يهم ليس ما نقوم به لأنفسنا.. يجب أن نترك أنفسنا، نضعها بين قوسين و نتحول نحو مهمة أخرى: خدمة المستقبل.. ما يهم ليس أن نعيش.. ما يهم أن يعيش المستقبل.. أن يدوم.. الحرية الحقيقية هي أن نعيد علاقتنا الجذرية بانتروبولوجيا الافتراس/التخريب، هي أن نعيد علاقتنا بالبداهات المسمومة، بالكاطكاط /الفيلا/حوض السباحة/الصونا/الشيبس/كوكاكولا كأكبر أدوات تدمير كوكبنا.. الحرية الحقيقية هي أن نرفض العشاءات الباذخة كأكبر سبة في وجه جوعى العالم.. الحرية الحقيقية هي عندما نرفض ادارة الظهر للأرض، للبشرية..

ليس مهما أن تسب الاستبداد/الفساد.. الأهم أن تبني حياتك في مواجهة معه.. ان الثورة الحقيقية لاتقوم فقط على الأنساق/الارهابات الكبرى، و لكن أيضا و خصوصا على الأنساق "الصغرى".. تلك التي كثيرا ما نعتبرها بلا أهمية، تافهة.. أكبر انتصار هو الانتصار على........... التفاصيل.. لايمكن أن تكون انسانا و أنت تقبل دعوة الى حضور لقاء بأوطيل فاخر هو الاسم ذاته للاقطاع الوسخ.. لايمكن أن تكون انسانا و أنت تجالس/تهادن من يحرقون على استيهاماتهم في شهر ما يكفي لتغذية ربع أطفال القرن الافريقي في عام.. لايمكن أن تكون انسانا و أنت تحلم برانجروفير هي الاهانة ذاتها لمعذبي العالم.. لايمكن أن تكون انسانا و أنت تعلف المافيا.. في كل خياراتك ضع كرامة الانسان/الحي le vivant فوق كل اعتبار.. افعل بشكل لا تهدد به بقاء البشر، الحيوانات، الحشرات.. مثلما يقول العظيم نايس.. كن أيضا رحيما بمن هم أضعف منا، بمن هم تحت رحمتنا.. الكوكب بلا حيوان الليمور، بلا سمك القرش، بلا نحل، بلا فراشات ، بلا باكتريا مشروع جهنم لا حدود لها.. لايمكنني أن أقول أن لي الحق في الحياة أكثر من ذبابة.. تنتظرنا ثورة معرفية/وجودية كبرى.. لنغير المهمة/الوجهة.. لنتحول الى موظفين لدى الأرض، لدى المستقبل..