المغرب ينقلب على الديمقراطية بسبب جائحة كورونا ، هكذا عنونت أحد اشهر الصحف الاقتصادية بأمريكا بلومبورغ عنوانها في مقال لها نشر في 24 يوليوز.الكاتب سهيل كرم تحدث عن التجربة الديمقراطية المغربية ونجاحها في تفادي الزلازل السياسية التي عصفت بأنظمة سياسية كثيرة في المنطقة اثناء وبعد الربيع الديمقراطي سنة 2011 مما منحها وضعا اعتباريا لدى حكومات اوربا وامريكا .
لكن الهامش الديمقراطي بدأ ينحصر تدريجيا منذ احتجاجات الريف بداية 2016 ليتم اغلاقه تمام مع وباء كورونا حيث استعادت الدولة المخزنية العميقة زمام المبادرة وتم تهميش المجالس المنتخبة واعتقال اكثر من 80 الف مغربي من بينهم 30 ناشطا حسب ارقام الجمعية المغربية لحقوق الانسان ، يضيف صاحب المقال .
وحسب نفس الكاتب فالمغرب يواجه اقسى أزمة في عهد الملك محمد السادس احد اغنى الملوك في العالم ذلك أن الدخل القومي ينتظر ان ينكمش ب 5.2 في المائة خلال سنة واحدة بسبب اعتماد الاقتصاد على السياحة والفلاحة التي اثر فيها الجفاف وانحصار حجم الصادرات نحو الخارج . هذا الوضع تسبب في فقدان مليوني مواطن لمناصب شغلهم واصبح 40 في المائة من الشباب المغاربة عاطلون .
هاته الصورة القاتمة دفعت الحكومة المغربية الى طلب الاستدانة من البنك الدولي عبر الخط الائتماني لأول مرة منذ 2012 ومن مؤسسات بنكية اخرى في محاولة لتغطية العجز الكبير في الميزانية .وفي الجانب الامني فقد استعاد القصر الملكي عبر اجهزته الامنية كل ماسمح به من هامش الحريات بعيد الربيع الديمقراطي حتى لاتنفلت الامور من بين ايادي المخزن ولاستباق المطالب الشعبية بعد رفع الحجر الصحي عن المملكة ، يختم الكاتب مقاله .