بداغوجيا الجنون

22 Dec 2020 : 23:41 تعليقات: 0 مشاهدات: 
Rida-souk.jpg
Yennayri
منشور من طرف Yennayri

بيداغوجيا الجنون بقلم ريضا صوك

ماذا يتعاطى مسؤولوا هذا البلد من دواء حتى ينتجوا لنا كل هذا الخراء؟ وبالمناسبة من استفزته هذه الكلمة والتي تعمدت اقحامها في سياق الحشو اللغوي، لا داعي لإكمال هذا المقال حفاظا على جسر الود، لأني لا انوي أن أرمي زهر اللوتس والورد، أو توزيع الكلمات المهذبة العذبة على إيقاع رقصة الصالصا أو الطانغو، لأني لا أخط حروفي هذه لمن يرى أننا نعيش بالمدينة الفاضلة إني أكتب لكل أولائك الذين مورس عليهم فعل السحق اليومي، وللأمهات اللائي استيقظن فجرا لمناجاة الإلاه عسى أن تفرج...أكتب لكل المقهورين عبر جسور ممتدة من الشمال للجنوب على نسق خارطة تراعي للجغرافيا وتتنكر للتاريخ، تمجد التراب وتحتقر الإنسان، تدعي الحضارة وهي الغارقة في نهر الجاهلية حتى أخمس قدميها، أكتب لبلد يسير في طريق سلكته قبله براقش.

لن أعتمد منطق إياك أعني واسمعي يا جارة، بل أتوجه للجارة مباشرة دون الحاجة لطرق باب نعلم جيدا أنها موصدة في وجوهنا منذ سنوات، لذلك لكل من أراد قراءة لون وردي مفعم بالحياة فالمرجوا عدم إتعاب عينه وبدل مجهود لقراءة ما يخطه قلمي الحاقد على الظلم بكل تجلياته سواء اكتسى طابعا سياسيا أو اتخذ تمظهرا اقتصاديا.

هو حبر الحرية ضد تسلط نخر البنية بطبقتيها خلال سنة الكورونا، فبات مغرب 2020 أفضع عصر معاصر عاشته الأجيال، واتضح أن الشعارات الفضفاضة التي رفعتها العاصمة الإدارية عبر حكومة منخورة وفاقدة للصلاحيات والتي لا تمتلك أدنى تصور لطبيعة الأزمات، مجرد قرع للشفتين كما عرف بها ابن خلدون اللغة.

- وزارة التربية الوطنية تتبنى مقاربة جديدة :

 أيها القراء الأعزاء وجب التصفيق لوزارة التربية الوطنية على (قصوحية الوجه) باقصاء كل مخالف لرأي الإجماع، وفي الوقت نفسه تبرمج مناهج تراعي التعدد الثقافي والديني لإذكاء الاختلاف حسب زعمها، لذلك نهنئ الناطق الرسمي باسم صندوق النقد الدولي والوصي على قطاع البغرير بانجاز ينظاف إلى انجازاته العظيمة، انجاز فاق نطقه لكلمة المتوجات بعد محاولات فاشلة، كأن اللغة العربية تخبره أنها للصادقين فقط، انجاز دق آخر مسمار في نعش قطاع التعليم، عبر اغراقه بالزبونية والمحسوبية، وزارة تعتمد مقاربة بكفايات غير موجودة داخل عقول من يتربعون على عرش التعليم الذي اختلت موازينه، فكيف سيتشبع بها المتعلمون خلال العملية التعليمية التعلمية، أما امتحانات ولوج مهنة التعليم عبر بوابة التعاقد والذي أسمته حكومة الطبيب النفسي بأطر الأكاديميات في شطحات فولكلوية مفضوحة، هي امتحانات تصيب المتمكنين بشلل دماغي من خلال أسئلة تشبه (اللوطو) و(الكوطي فوت)، أسئلة تعبر عن مستوى المركز وعن المشرفين عليه. لذلك قلنا مرارا حتى بحت أصواتنا أن التعليم الذي يرعى من التخلف والغباء ويسيره العاجزون لا يمكن أن ينجب العباقرة.

- وغير بعيد عن التعليم، أرجع المغرب علاقاته مع الكيان الغاشم المسمى زورا بدولة إسرائيل، حفدة نبي لم يزر فلسطين قط ودقوا أبواب الأركيولوجيا لعلها تجيب المتعطشين وتسافر بهم عبر الزمن، تطبيع أخرس الألسن التي كانت بالأمس تندد بالدول العربية المطبعة، أحزاب بلعت لسانها بقبة (عود الروخو) وجدران الإسمنت الشاحبة، قبة عبد الواحد الظاهرة، أقدم مخلوق برلماني في الكون، سياسي عاصر الطاعون والحرب العالمية الثانية وحرب البلقان، وأزمة كوبا، والحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفياتي، والقطبية الواحدة، غادر بوش الأب وكلينطون، وبوش الإبن وأوباما وترامب بيتهم الأبيض، لكن عبد الواحد ظل شامخا بمكانه لا يتزحزح، ونقابات صمتت والصمت رضى، أما من أطربوا مسامعنا بالأمس بحركة المساعدة على القدف، وتجديد أوجدوها لإقبار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وحزب المصباح الذي تبرأت منه روح أديسون، لم ينبسوا بكلمة بعد اختفاء المهرج واسدال الستارة عن خشبة المسرح، اختفى الزعيم القائد بعد معاش سمين أنساه القدس، انشغل كبيرهم باصلاح (الكوزينة والصالون) وظلت خيبر تنتظر جيش محمد الذي لن يعود.

 وفي مقاربة غبية تكشف مرة أخرى أن المسيرين للشأن العام تنقصهم الحكمة والرزانة في التعامل مع القضايا الحساسة، صرحوا لوقفات ومنعوا أخرى، في معادلة الصحراء وفلسطين، وهذا أمر لو حدث في قارة أخرى لرفرفت الاستقالات الجماعية...لكن مادمت في المغرب فلا تستغرب، إذن لا داعي للغرابة.

- وفي الجانب الأخر نجد أن أصدقاء الدولة اليوم هم أعدائها غدا، كيف ذلك:

 لم تستوعب الدولة درس الخارج ولا الداخل، فاستمرت في نهج جنون العظمة، مجتمع مدني اغتصب فكر كرامشي، ينهل من تصور (هداوي) يجيش الحشود بالطون والحرور وحين تقرع طبول الصراع، يختفي تجار الفكر الفاسد وتجار الأزمات، حدث أن صفى حزب البعث السوري كل الوطنيين ودجنهم فكانت سوريا سجنا للمعارضة الحقيقية التي مثلها الأحرار ذوي الفكر الشيوعي، وحين صنعت داعش وجبهة النصرة والجيش الحر بتحكم من معارضة سكنت فينا وستوكهولم وشربت قهوتها بالشانزيليزي قبل بدأ حوارها على الهواء، لم يجد نظام الأسد من يسد الثغور غير معارضة حقيقية اتضح جليا تماسك طرحها وحبها الجم للوطن، هي نفس المعادلة وإن اختلفت سياقتها وأرقامها، دولة لا تصنع من يدافع عنها بأسلحة المعرفة والعلم، ولعل المطابلين لدستور 2011 خير دليل بحيث كان سلاحهم الوحيد للدفاع عنه شعار(والمغرب زطوروطو)، في هذا السياق خرج الليلي الراضي أحد رموز الدولة في مجال الإعلام سابقا، الليلي الذي لطالما سفق للباطل بالأمس يكشر عن أنيابه ضد المغرب اليوم، والسبب هو (الكرمومة) بلغة كازا بلانكا (عمر).

 أما المرحوم صلاح الدين الغماري رحمه الله، الذي لطالما صرخ في وجهنا حفاظا على الوطن وسلامة الوطن، والذي لطالما مدح القطاع الصحي، توفي لأن النظام الصحي المغربي يحتاج للإنعاش، ففاقد الشيء لا يعطيه، توفي صلاح في بلد عجز أن يوفر له أنبوبة أكسجين، في بلد سيارة الإسعاف تتأخر فيه لنصف ساعة، وهذا صلاح الوجه الإعلامي المعروف فما بالك بشعيبة شعيبة... وقبل الختام أوجه رسالة قصيرة للتاريخ لكي يحفظها في أرشيفه، أننا نحن مناضلي الشالمغربي بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم، لا تشرفنا زيارة وفد صهيوني لأراضينا، ولا نبارك هذه العلاقة سرية كانت أو علنية، وسنبقى نردد فلسطين فلسطين فلسطين، فلسطين قضيتنا التي لم نتاجر بها يوما، هي قناعة مبدئية من تحركنا تجاه أرض الشياح والزيتون.

 وكل من يحاول تحريف النقاش من أنصار الزعلوك وعشاق الرقص على أغنية "الغابة فيها بربش وها الرامي هاء هاء..."بتصوير السلطة الفلسطينية خانت قضيتها وبالتالي يبيحون العلاقة المغربية مع الكيان الغاشم، نقول لهم أن السلطة الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا القضية الفلسطينية، والقضية الفلسطينية أكبر من عباس قواد الكيان، القضية الفلسطينية لا تستقيم بنقاش شميشة وطيبات العراسات، ومن يجعل التاريخ أتطوع أنا الراسب في مباراة التعاقد الأخيرة بشرح حيتياتها وتبسيطها لمن لا يفهم بشكل مجاني، لأن فلسطين بالنسبة لنا تعني أرضا تم بيعها لشعب حتى كتابهم المقدس جعلهم شعبا مشتتا في العالم لحكمة أرادها الله، لذلك تجد اليهود الحقيقيون لا يوالون هذا الكيان ويساندون فلسطين

ولكم أن تبحثوا عن راشيل كوري، الشابة التي تصدت لجرافة صهيونية دفاعا عن منزل فلسطيني، في الوقت نفسه الذي نجد حياة ترحب بالسلام، ونجد عبد الشكور يرى أن السلام هو الحل

نرفع الصوت عاليا ونقوله ما قاله السوريون حين دمر العدوان الثلاثي مقر الإذاعة المصرية، فقالت سوريا هنا القاهرة...نقول لفلسطين ولأهل فلسطين ولمناضلي فلسطين من قلب المغرب هنا فلسطين هنا غزة هنا القدس هنا راما الله هنا حيفا.....

Tags: None

العلامات

Yennayri



قام بإرسال الخبرYennayri.com
http://www.yennayri.com/news.php?extend.5058