من عين المكان: مراسل الإنكشارية للأخبار والورع...
عملا بمبدأ: إذا ابتليتم فاستتروا... وفي إطار تنزيل وتفعيل مقتضيات المناصفة التي اعتمدها دستور 2011 : مناصفة تعدد زيجات الوزراء الأفاضل... ونكاية "بالسكليس" و"أبو حناك الغوات" مع إعطاء دروس ورسائل الأخلاق للكافرة المسمومة صاحبة الدجين التي تحمل الشمعة شعارا لتضئ عتمة سبيلها وسبيل صاعلك حزبها (فويل لقوم ولوا شؤونهم لامرأة). وكذلك في إطار "قليان" السم للمرتدات والعاهرات والعوانس في جمعية القناطر... جاء تضامن السادة الوزراء وهداياهم الرمزية كما يلي:
فالوزير ولد العواوشة مع نائبه مول الكسايد على الطرقات أقاموا مرابض خصيصة ومؤقتة لاستقبال الوفود والمشاركات في الحفل تحت شعار: انقدوا قواريرنا من الفاحشة والعنوسة مع وضع مبدأ التعدد على رأس أولوية العمل الاجتماعي...
أما وزيرة التضامن والأفراح الإجتماعية فقد صرحت على أنها تتخذ من شعار: إذا اجتمع رجل وامرأة فثالثهما الشيطان... لهذا فهي تصر على رفع الحيف على الأخوات في اجتماعاتهم مع نظرائهم الرحال وتطالب، ولو لحين، دعم مشروعها..
تضامن معها وزير "كلير" بإقامة برامج الأعراس الجماعية على شاكلة لالا العروسة مع تمتيع جميع الرعايا بالمشاركة المباشرة... ردا على مهرجانات الخلاعة والتسيب كمهرجان موازين وتينمار...
ولهدا الغرض فقد وكلت العروس، أخاها الكبير باربروس وصاحب "ديالي كبير"، وقفاشات البرلمانية، في الاتفاق على شروط عقد الزواج...
لهذا لقد قرر أخوها الشيخ الكبير مناقشة هاته الأمور قي خلوة شرعية ستقام في أحد فنادق ايفران الجميلة، والخروج بموعد تاريخ العرس الكبير. كما أنه أراد ترك الثريات والقنديلات وحدهن في الفيلا الجديدة، كي يمرحوا بعيدا عن الرجال تنفيذا لمرجعية عدم الاختلاط....
في صالة الضيوف الواسعة التي زينت جدرانها وبسطت على أراضها زرابي جميلة. تجمعت نساء كثيرات، حضرن لخطبة سليلة ابن خلدون، مدعوات الأسرتين الكريمتين معا، اللتين تعتبران من أقدم الأسر في المدينة. لهما علاقات كثيرة وطيبة مع الأهالي، إلا من رحم ربي...
رغم أن عائلة العريس مول الرايب، قدمت من الجنوب إلا أن اشتغال العريس بالحكومة، جعله يتعرف على أغلب أسر وعائلات الوطن. صارت عادات أسرته الجنوبية، كما يظهر جليا من لهجة أفرادها وطريقتهم في الكلام، إبان الحوار الوطني للمجتمع المدني...
النسوة توافدن فرادى وجماعات. لبسن ما لديهن من أزياء المناسبات: القفاطين المطرزة الحواشي، "التكشيطات" التقليدية، أزياء من كل الألوان: اللامي المذهب، الحرير الأزرق، الأخضر، الأصفر... مع استبعاد اللون الأحمر النقط بالأسود لأنه خاص بزوجة أخيها الكبير حيت هذا اللون ترك انطباعا خاصا في البيت الأبيض... وصنف ضمن الثروة اللامادية للمغاربة... وكذا من الأصناف المختلفة من الألبسة: "كالصاري" الغالي جدا واللامي المتوسط إلى أكثرها بساطة "كصباح الخير" و "أخو البنات"...
النسوة يدخلن مزغردات. يصفقن بانتظار "اللعابات" وهن أربعة نسوة قدمن إلى المدينة مند سنوات: نور، الداودية، الحمداوية، الشيخة تسونامي. يحين حفلات النساء هنا. نظرا لعدم الاختلاط حسب ديننا الحنيف... لا أحد يعرف من أين أتين بالضبط، لكن الوشم الذي على صُدغهن وشم إنساني... ربما أتين متطوعات من ربوع مجتمعنا المدني... يغنون بعربية تغلب عليها الدارجة المغربية.
لم تمض لحظات قليلة حتى دخلن يحملن أدوات الموسيقى الرق: الطعريجة الكبيرة والصغيرة، وبما أن آلة الكمان صنعها الكفار، اكتفين بالعود العربي الإسلامي الأصيل. تيمنا بزرياب...
يمضغن عـِلكا تحدث طقطقات. أزلن جلابيبهن، فظهرت قفاطينهن البنفسجية. يلبسن دائما لونا موحدا... لإظهار تعاطفهن مع رجال القنديل، واستمالتهم في إطار برنامج التعدد، الممول من صندوق الوهابي العثماني للأمر بالمعرف والنهي عن المنكر...
أفرغت الوزيرة المكلفة بالتضامن زاوية من صالة الضيوف، وجلبت العروسة والضرة والعكوزة...
بدأ الغناء والرقص. "اللعابات" يغنين والنسوة يقمن بالرقص واحدة تلو الأخرى. الواحدة تمسك بيد الأخرى، يتدافعن وتخزُ إحداهن الأخرى في مناطق مدغدغة كالخصور التي تحيط بها أحزمة حريرية. خيوطها فضية وحتى ذهبية. كما السيدة البدينة الجميلة التي قامت بعدما ألحت عليها النسوة لتقوم...
إنها زوجة أخيها قائد أسطول الإنكشارية. تقول إنها من مدينة فاضلة: امرأة، نبيلة، خانها الطول رغم سمنتها. جميلة الملامح، شعرها طويل جدا وناعم يميل إلى الحمرة. تزوجها الرئيس من زمن مضى... تبدو أصغر منه بكثير. إذ إنه يدلف السبعين...
دعت أيضا زوجتي وزير الميزان والقصاص. رغم تأخرهما قليلا بسبب تعطل السوشوار عند الحلاقة التي ذهبت إليهم لتسريح شعورهن ولتضع مكياجا كاملا بالمناسبة السعيدة...
بدين جميلات في "تكشيطاتهن" الصفراء الملونة بشجيرات خضراء. شعرهم بدا مسرحا كما يجب، ومكياجهم ناجحا... كانوا يمسكون بعلبة كبيرة ملفوفة في ورق هدايا أحمر، به نجيمات وأقمار مذهبة...
سلموا على العروس، ومددن لها الهدية:
- ما نرد ليكم في ساعة الفرح إن شاء الله...
سعيد تركيت
الخميسات - المغرب - 15 / 04 / 2015