مني الحزب الشعبي (PP) الموجود على رأس السلطة التنفيذية في الجارة الإيبيرية بهزيمة كبيرة في الانتخابات البلدية والاقليمية التي جرت اليوم الأحد 24 ماي 2015 بكامل التراب الإسباني.
حيث فقد بلدية العاصمة مدريد، الذي كان يسيطر عليها منذ عام 1991، لصالح تحالف اليسار بدعم من حزب PODEMOS الحزب المناهض للتقشف كما تظهرالنتائج الأولية. وتعتبر منطقة العاصمة الاسبانية (عدة بلديات في محيط مدريد)، واحدة من المعاقل الانتخابية التاريخية للحزب الشعبي الحاكم بزعامة ماريانو راخوي، وتم اختراقها خلال هذه الاستشارة من طرف نفس التحالفات الجديدة....
حيث من المنتظر أيضا أن يتعرض حزب رئيس الحكومة PP للتراجع في شتى بلديات منطقة العاصمة الاسبانية، وسوف يفقد الأغلبية في معظم المناطق الاثني عشر الأخرى... ويتوقع المراقبون للانتخابات البلدية والإقليمية اختراق القوى السياسية الصاعدة (بوديموس "نستطيع" PODEMOS "المواطنون" Ciudadanos وسط) في جل المناطق...
فزعامة تحالف حزب PODEMOS أيضا تعطى الاستطلاعات الفوز في مجلس مدينة برشلونة الذي كانت تطمع فيها الجهات الداعمة للاستقلال بكاتالونيا لليسار الراديكالي والقوى الصاعدة...
وانطلقت صباح اليوم عملية التصويت في الانتخابات المحلية والإقليمية التي تأتي في واحدة من أكثر المشاهد السياسية في اسبانيا تعقيدا بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها اسبانيا...
ويحق ل 35 مليون مواطن الادلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية في شتى المناطق الاسبانية لاختيار رؤساء 8122 بلدية في اسبانيا في حين يحق ل19 مليون مواطن المشاركة في الانتخابات الإقليمية التي تجرى في الوقت نفسه في 13 من اصل 17 محافظة اسبانية اذ تتبع أقاليم (كتالونيا) و(بلاد الباسك) و(غاليثيا) و(الاندلس) التي اجرت انتخاباتها للتو جدول انتخابي مستقل.
وسيتم اليوم أيضا انتخاب ممثلي مجالس مدينتي (سبتة) و(مليليه) المحتلتين.... وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم عند الساعة التاسعة صباحا وتم غلقها على الساعة الثامنة مساء وبدأ الإعلان عن النتائج الأولية قبل قليل، علما ان أكثر من 90 ألف من عناصر الشرطة والحرس المدني يعملون على ضمان سير العملية الانتخابية بدون مشاكل...
وتعد الانتخابات البلدية هاته، العاشرة في تاريخ "الديمقراطية" الاسبانية التي عقبت الفرانكاوية ل، وتعتبر كذلك الأكثر تعقيدا لاسيما في ضوء انبثاق تشكيلتين سياسيتين صاعدتين هما حزب (بوديموس) وحزب (ثيوتادانس) واختراقهما بقوة وفي وقت وجيز نسبياً للحياة السياسية الاسبانية، لدرجة أنهما يهددان التوازن التقليدي بين الحزبين الرئيسيين الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي..
وأفادت استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة الأخيرة قبل الانتخابات بأن الحزبين الجديدين (بوديموس) اليساري أي 'بإمكاننا' وحزب (ثيوتادانس) أي 'المواطنون' نجحا في الاستحواذ ليس فقط على اهتمام الناخبين المحتملين وإنما على القرار الانتخابي لكثير منهم مهددين بذلك إلى حد كبير نظام القطبية السياسية التنائية السائد في اسبانيا منذ ما يقارب الأربعين عاما...
ورغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الحزبان الجديدان (بوديموس) و(ثيوتادانس) والتي تنبثق بشكل أساسي من من ارتباط الحزبين بقضايا المواشنين اليومية وبحالة السخط السياسي والاستياء من الأوضاع المالية والاجتماعية في الجارة الاسبانية بسبب سياسة التقشف وارتفاع معدلات البطالة وتفشي فضائح الفساد السياسي فإن الحزب الشعبي الحاكم يتمتع بإخلاص جزء كبير من ناخبيه وبدعم القوى المالية والاقتصادية في اسبانيا في حين ان الحزب الاشتراكي متغلغل في 'دماء' الكثير من أبناء إسبانيا ما يجعل التنافس على أشده.....
وكالات ومواقع