بدأت اليوم 11 يناير 2016 صحف الاستبداد المسماة زورا ب"المستقلة"، حملة تضليل وتشويه للحركة النضالية التي انخرط فيها الأساتذة المتدربون لما يزيد عن الثلاثة أشهر، ولازالت مستمرة. حيث طل علينا اليوم أحد محترفي لعق الأحذية، المدافع عن مصادر تمويل جريدته، المطبوعة بالمجان.
يتعلق الأمر ب"المختار الغزيوي"، مدير نشر جريدة "الأحداث المغربية". ليست هذه هي المرة الاولى التي ينصب فيها هذا الشخص العداء لحركة نضالية، بل ماضيه كله عداوة للشعب وللديمقراطية. كانت جريدته في طليعة الصحف التي شنت حملة تشويه ضد حركة 20 فبراير بالصور الملونة؛ في اكبر حجم ممكن، وبعناوين عريضة، مبرزة أعمال الحرق والتحطيم، التي لا يمكن لعاقل أن يعتبرها واعية. فضلا عن حملات تشويه لنضال المعطلين (احتلال مقرات الاحزاب)، وطلاب الجامعات (المواجهات مع قوى القمع)، ونضال شباب هضبة الفوسفاط (شل حركة القطارات)...
واليوم بعد صمت مطبق، طيلة ثلاثة أشهر من نضال الاساتذة المتدربين، يظهر هذا الصحافي مستغلا موجة القمع المستهدفة للسلامة البدنية للأساتذة، ليلقن لنا الدروس في الوطنية!، والقانون!، واستمرار المرفق العام!، بمنطق سادج ويساجل بالفصول القانونية (فقط حينما يتعلق بنضال أبناء الشعب)، ويخيفنا بشبح ما تشهده بلدان مجاورة من عنف مسلح، وحالة حرب أهلية.
لا يرى هذا الصحافي "المستقل جدا"، الأوضاع الكارثية التي يعيش فيها ملايين المغاربة، من بطالة وحكرة وإذلال ومعاملة البشر معاملة البهائم. لا يأبه لأوضاع أبناء الفقراء المعدومين الذين حولتهم سياسات الحاكمين لحيوانات: لا خدمات صحية ولا تعليم ولا تشغيل ولا حريات... وبعد كل هذا يلقننا دروسا في الوطنية والقانون.
لا غاية لهذه الحملة الإعلامية السخيفة غير تنفير الناس من التظاهر والتضامن في الشارع مع الاساتذة المتدربين. المقصود تقديم أسوأ صورة ممكنة عن هذه المعركة الرائعة التي فتحت مجددا أعين الناس على حقيقة سياسات الحاكمين، حركت الجسم النقابي الخامل، وايقضت شرائح شعبية للتظاهر، واجتاحت الوقفات والمسيرات مختلف المدن.
حملة الأكاذيب والأضاليل هذه، علامة خوف من اتساع حركة المطالبة بإسقاط المرسومين، وأن تشمل مطالب أخرى، لاسيما تلك التي تضع الاصبع على الجرح؛ سياسات صندوق النقد والبنك العالميين، والمشرفين عليها. إنه الخوف وقد حل بقلوب المستبدين وهم اعلم حجم المظاهرات المضطرد.
ما ينشره هذا الصحافي الوفي للمستبدين، مكمل لبيانات الداخلية، وتصريحات وزراء حكومة الواجهة، ويستمدونه من القاموس الحسني (الحسن الثاني) "اختراق لحركة الاساتذة من طرف عملاء لقوى أجنبية"، "الاساتذة يواجهون القوات العمومية بالعنف والحجارة والزجاجات الحارقة." "المظاهرات غير مرخص لها"... إنها الحرب الإعلامية يحتد أوارها، والتاريخ يسجل موقع كل واحد منها. انها "البلطجة" الإعلامية وقد اختارت موقعها الأنسب: مزبلة التاريخ.
لم يسبق لهذا الصحافي، ان كشف جرائم الدولة، من قبيل البطش بالمعطلين أمام البرلمان، واقتحام اعتصامات العمال بقوات السيمي. وتهشيم عظام طلاب الجامعات، والقمع المعمم لانتفاظة سيدي افني 2008، واغتصاب وسحل نساء المدينة، وقتل شباب 20 فبراير...
لماذا لا تكشف صحافة التطبيل هذه بالصور الملونة قصور أغنياء المغرب ومزارعهم العصرية وشركاتهم العملاقة، وحقيقة نهب اقتصاد المغرب من قبل حفنة مخربة لإقتصاد البلد، ومجوعة للشعب؟ لماذا لا يكشف هذا الصحافي المجتهد جدا، من يسيطر على قطاع الصيد بالمغرب، ومن يحتكر مناجمه، ومن يسيطر على صادرات فلاحته، ومن يستفيد من الاعفاءات الضريبية، وفوق هذا كله: الاقلية التي تستحوذ على 99 بالمئة من كل شيئ.
انفضاح هذه الأقلام المأجورة المعادية لمعركة الاساتذة المتدربين نصر حققته تنسيقية الاساتذة المتدربين، حيث دفعت المتسترين خلف شعارات الديمقراطية والحداثة الى الظهور على حقيقتهم. بما هم أعداء للشعب المناضل.
فلتستمر المعركة...
النصر كل النصر لمعركة الاساتذة المتدربين.
من صفحة وحيد والو الفايسبوكية