هل حقا نحن مواطنين بالمفهوم الحقيقي للمواطن... سؤال لطالما راودني خصوصا في خضم الأحداث المتسارعة التي تضع كلمة مواطن على المحك , لا أريد أن ادخل في متاهات شرح كلمتي المواطن والمواطنة لكنني أقول إننا نتفق على معنى أن تكون مواطن هو أن تكون لك واجبات وعليك حقوق ... حتى لا نقع في فخ المواطنة السلبية وتعني " الحق أن يكون للمرء حق " لكن كذلك على المواطن أن تكون عليه واجبات اتجاه الوطن الذي ينتمي إليه ... وكلما كانت حصص الواجبات والحقوق متساوية كلما اقتربنا الى مفهوم المواطنة الحق , وكلما غاب هذا التساوي يسير حق المواطنة ضعيفا ...
فلنسقط هذا على واقعنا المغربي لنرى هل نحن مواطنين بالمفهوم الحق للمواطن أم أننا فقط لا نحمل من كلمة المواطن غير الاسم
فبتحليل جد بسيط سيظهر لنا انه أبدا لسنا مواطنين بالمفهوم الايجابي لكلمة مواطن , نحن فقط كائنات تعيش فوق رقعة جغرافية لم يكن لها اختيار الانتماء لها
فكيف لشخص يصارع من اجل البقاء وغيره ينعم بخيرات وطن يجمعهما معا ان نسميه مواطنا ؟
إن أردنا فعلا ان نكون مواطنين يجب ان نتقاسم خيرات هذا الوطن بالعدل وان نتمتع بها مثل غيرنا وان نتحمل جميعا مسؤولية النهوض وحماية الوطن ... مواطنون في الجبال لا يجدون عشاء ليلتهم الباردة وآخرون ينعمون في الفنادق المصنفة فهل لنا ان نسمي هؤلاء مواطنين ؟هل المواطن فقط هو من يحمل تلك البطاقة الوطنية التي جعلت منه مجرد رقم ؟
إن لم يكن الحق في تساوي الفرص في الشغل، التطبيب، الأمن، السكن،التعليم و في تقاسم خيرات هذا الوطن فكيف لنا ان نسمي أنفسنا مواطنين ؟
قد يقول احدهم انني سقطت في فخ المواطنة السلبية التي تحدثت عنها أعلاه لكن كيف لنا ان ننتظر من شخص محروم من ابسط حقوقه، حتى انه لم يعد يحس بإنسانيته ، خدمة هذا الوطن وان نقنعه بالواجبات التي يتحملها ؟ فهو اصلا لا يعرف من واجباته غير
ان يساق الى مكاتب التصويت يوم الاقتراع ليختار من يمثله ... وبالمناسبة اجزم ان ذلك الشخص الذي اختاره المصوت ان يمثله سواء كان وزيرا او رئيسا او برلماني فهو أيضا لا يحمل من كلمة المواطن غير الاسم , حقيقة ان ذلك السياسي يستفيد من كل حقوقه وأكثر بل ومن حقوق الآخرين لكن بالمفهوم الحق للمواطنة ليس مواطن لأنه لا يقوم بواجبه الذي انتخب من اجل ولا بخدمة وطنه ....
فهل حقا نحن مواطنين ؟سؤال لم أجد له جوابا .....

سمير وعلي