" راه حنا فهاد المغريب مكانعرفو إلا سيدْنا"
ذلك ما نطق به عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة و ممثل حزب العدالة و التنمية الإسلامي، في إطار حديثه عن حاشية الملك، و هو حديث أراد من خلاله إظهار نفسه كشجاع "يُناقش" التماسيح و يخبرهم أنه لا يخشاهم !! فيتودد إلى الملك كعادته و يتقوى به، و هو الذي كان في مرحلة الإنتخابات مدافعا عن الأمة و دينها، بل كان في خطبه يتقوى ب"الله عز و جل".
بنكيران البيدق، بنكيران عروس في مسرح العرائس، بنكيران من كراكيز النظام و أبرز المدافعين عن الإستعباد في زمن قرر فيه المثقفون الوقوف ضده ! بنكيران، و بموجب مصالحه اليومية الشخصية و عطاءات البنية المُستبدة له ، قرر أن يلْعَقَ بلسانه طريق الاستبداد المتسخ، كي يبدو نظيفا، بعدما توجَّس الآخرون ذلك حفاظا على ماء الوجه، ماء الوجه هذا الذي لا يعرفه الملتحي المتسوِّلُ باسم الدفاع عن رمز الأمة.
بنكيران البيدق، بنكيران العالة على السياسة ، يُمارس طقوس استمالة الاستبداد ( كما في الجنس ) فيعطيه كل شيء، فيفترش للنظام جسده و أخلاقه و مبادئه، و تجرأ و افترش للنظام إلهه و معتقده، فجعل الملك مكان " الله" ، أما كان عليه أن يقول : " راه حنا فهاد المغريب مكانعرفو إلا الله" ؟؟
هذا لو كان له و لحزبه موقف أصلا ! لكننا قلنا دائما أن أحقر أنواع البشر هم من يتسللون للسياسة عبر الدين، إذ يصبحون بعد الحكم أول من تخلى عن الدين و الله و النص و الحديث و العفة، ينكحون أي شيء و ينكحهم الأقوياء ( النكاح السياسي) ! نعم ، فأحقر أنواع البشر هم من يتسللون للسياسة عبر الدين، هُم أكبر الفاسدين الفاسقين بعد أن يتربعو على كراسي الحكم : معاوية بن ابي سفيان ، عبد الملك ابن مروان، الوليد ، العباس السفاح...لكم في التأمل في تاريخ هؤلاء المثال الأكبر ، و في الماضي عبرة الحاظر دوما !
بنكيران الأناني المتسول، الطماع الرِّعْديد، من باع الوطن و الناس بحفنة دراهم و ڤيلا و شيء من الگازوال لسيارته، بنكيران المُحاط بالغباء و الأغبياء البابغاوات ، المُحاط بخونة جُبناء افتتنوا بلبس البدلة و رباط العنق ، و ذلك ما لم يأملوه يوما حين كان الأمن يفرشخهم أمام البرلمان و في "وقفاتهم" حين اعتبرهم الشعب منقدين يوما ما.
بنكيران سيكون أول من سيطالب الشعب بأن يمثل أمام محكمته يوم نصبح على وطن الدمقراطية.
لا تُمثِّلُني أيها الجبان !
تدوينة كتبها : عبد الرحيم إدو صالح